عودنا فى مصر أن نتعامل مع كل أزمة بنوع من عدم العقلانية، ومثلما فعلنا من قبل فى أزمة مباراة مصر والجزائر، تكرر الأمر بعد حادثة مباراة الأهلى والمصرى والعامل المشترك فى الواقعتين واحد وهو التطرف الإعلامى واللعب بمشاعر وعقول الشعب، فالحقيقة الواضحة والتى يهرب منها الجميع، هى أن بداية ظهور روابط الألتراس هى بداية ظهور التعصب والعنف الرياضى فى مصر، وقد انتشرت الروابط تحت بصر وتشجيع النظام السابق لإلهاء الشباب وشغلهم عن الأحوال السيئة فى مصر، ولكن عندما انقلب السحر على الساحر بعدما تحولت الظاهرة من مجرد تشجيع أندية رياضية إلى حالة من التطرف فى التشجيع ووصل الأمر إلى انتماء الشباب إلى أنديتهم بصورة أقوى وأكبر من انتمائهم لبلدهم الأم، وتحولت الأندية إلى كيانات ودول داخل الدولة الواحدة وتطور الأمر إلى ظهور حالات عنف من حرق مشجعين، والهجوم على أندية واقتحام ملاعب والهجوم على الشرطة، وكل ذلك تحت بصر وتشجيع كثيرين سواء إعلاميين مستفيدين أو مجالس إدارات أندية، خشيت هجوم الألتراس عليهم، وانتهاء بحالة نفخ إعلامى لشباب صغير السن فتخيلوا أنهم على حق فى كل ما يفعلونه بل وصل البعض إلى درجة إلصاق حماية الثورة للألتراس وقد يكون لهم دور فى الثورة لا يمكن إغفاله، ولكنه لا يرقى إلى حماية ثورة شارك المصريون جميعهم فيها، الشاهد أننا تفننا فى صناعة الأوهام والأبطال إعلاميًا، وعندما نفقد السيطرة على من صنعناهم نجلس لنتباكى.
فالحقيقة الواضحة التى يهرب منها الجميع أن الألتراس ضحية لمجتمع فاسد إعلاميا ولنظام حكم سابق فاشل، ولكن بأيدينا جميعًا، مواجهة الحقيقة بشجاعة قبل أن يتحول الضحية إلى جان ونحن السبب.
بقلم:هانى محمد طنطاوى
0 التعليقات "الألتراس جناة أم مجنى عليهم؟"
إرسال تعليق