مرارة الاختلاف

مرارة الاختلاف

هل من المعقول أن يوصم الإنسان بأمر يعلم هو يقينا أنه ليس فيه، تلك هى الكلمات التى بادرنى صاحبى بها عندما كنا نتحدث عن الحرية الشخصية .

أنا يسارى أى نعم و لكنى مسلم أحسب أنى ملتزم أكثر من أناس آخرين يهاجموننى، وبالرغم من ذلك يطلقون على ألسنتهم بالتجريح أحياناً وبالكفر أحياناً أخرى، فهل أنا كافر من وجهة نظرك يا صاحبى ؟
كان هذا هو آخر ما تكلم به قبل أن ينظر الىّ منتظراً منى الإجابة .

لقد صارت هذه الأفكار منتشرة بين الناس بلا ضابط، فكيف ينصّـب الإنسان نفس حكماً على إنسان مهما اختلف معه فى الأفكار و الاتجاهات و قد يكون بينهما أرضية مشتركة و لكن تعصبه المقيت لأفكاره يحجب عنه نقاط الإلتقاء فلا يبق سوى التصادم الممقوت .

رفقا بنفسك يا صاحبى، و لا تهتم و لا تغتم بهؤلاء الذين يؤذون مشاعر غيرهم دون أن يتحسسوا مواضع آرائهم إلى اين هى ذاهبة، إنهم يظنون بذلك أنهم يُسدون النصح أى و الله ِ النصح و يجهلون أن للنصح شروط وللرأى حدود فمن أراد إسداء النصيحة فليتعلم شروطها و من أراد إبداء الرأى فليعلم حدوده .

و لتسأل نفسك: أيمنعك اتجاهك الى اليسار من الصلاة و الصيام و باقى فرائض الإسلام؟

هل ترى فيه ذل و عار إن قلت إنى يسارى ؟
هل تحسب أن اليسار هو من الدين أم متمم للدين أم متناقض مع الدين ؟
هل اليسار اتجاه يأخذ بيدك الى الجنة أم الى النار ؟
فإذا أتممت الاجابة على هذه الأسئلة بصراحتك المعهودة فستجد إجابتى فى طيات إجابتك .

صاحبى العزيز بالرغم أنى لست يربطنى باليسار ثمة صلة من قريب أو بعيد لكننى لا أمقته كل المقت و إلا لماذا عرفتك و صاحبتك لكنى أختلف معك فى أوجه و أتفق معك فى أوجه آخرى فدعك من المخالفين و لا تضمر لهم العداء فإن وجدت أنك على الحق المبين الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه فماذا يضيرك إختلافهم معك و إن كنت على خطأ لا أقول فى كل الوجوه فتدبر أمرك و أحرص على تصحيحه قبل فوات الأوان .

 بقلم: أحمد عبد اللطيف

0 التعليقات "مرارة الاختلاف"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel