منذ بداية التوحيد وتكوين الدولة المصرية فى العصر الفرعونى بدوله الثلاث القديمة والوسطى والحديثة، والحاكم المصرى أوما لقب بالفرعون، عظيم المصريين مثل القيصر والكسرى عظيم الرومان والفرس، إلا أن الفرعون فى مصر تميز عنهم بصلته بالآلهة، فهو ابن الإله، وكانت له ألقابه التى تبين له هذا النسب الإلهى، فهو إله ابن إله، بل بلغت به العظمة والكبرياء، أن يقول أنا ربكم الأعلى، وقد تمتع الرب الإله والحاشية من حوله، بكل ثروات مصر، يشهد على ذلك ما خلفه لنا العصر الفرعونى من معابد ومقابر تنتمى للملوك والإشراف، أما عامة الشعب فكانوا نسيا منسيا، وحتى بعد انتهاء العصر الفرعونى واحتلال اليونان لمصر وقدوم الإسكندر الأكبر الذى أول شىء فعله تنصيبه ملكا على مصر فى صورة ابن الإله فى معبد الوحى بسيوة، وذلك لعلمه لتقديس المصريين لحاكمهم واستمرت السلسلة إلى أن انتهت بحكم مبارك والذى استمر ثلاثين عاما، وكان تجسيد لحكم الإله، فقد انتشر الفقر والجهل والمرض، والقتل من خلال حوادث القطارات والعبارة والسجن والتقتيل لأعداء النظام، وكأنه جسد قول الله سبحانه وتعالى "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيىءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" 155 البقرة، وكأن الحاشية من حوله تقول له احكم كما تحكم الآلهة ولذا تضخمت ثرواتهم، واغتصبوا ثروة الشعب وعرضه وكرامته بدم بارد ولم يهتز لهم جفن، أو يتألم ضميرهم، فقد فعلوا ما فعلوا على أسس استحقاقهم للحياة أو الشعب فلا قيمة له، ولأجل السيطرة على الشعب من الغضب والثورة، كان الدين دائما هو العلاج لتسكين غضبهم، وتغييب فكرهم، وأن ما يحدث لهم إنما هو اختبار وابتلاء من الله لابد أن يقابل بالصبر، ليميز الله الخبيث من الطيب، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وأنه يجب الطاعة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ آية 59 النساء، فلقد رأينا ثروة مبارك وعائلته تتعدى مليارات الدولارات، ومن شعبه من يموت جوعا ومرضا وظلما، كيف ينام جفنه، كيف يرتاح قلبه، عندما يرى ويسمع ما ألم بالمصريين منه ومن حاشيته، إلا إذا كان منطق الآلهة هو الذى يحكم، ولذا رأينا بعض الأمثال التى انتشرت مثل جوع كلبك يتبعك، وإذا اتعبته ارتحت، والعكس، وقد زال رأس النظام وسقط الفرعون، ولكن الكهنة مازالوا يمسكون بزمام الأمور فهل سيتم تنصيب الآلة، أم آن الأوان لسقوط حكم الإلهة.
بقلم: د | ابراهيم عبد الله
0 التعليقات "متى ينتهى حكم الآلهة؟"
إرسال تعليق