شعار الحزب الوطني المنحل |
مع فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية هذا الأسبوع يبدو أن هناك الكثيرين الذين يراودهم الأمل فى الوصول إلى كرسى الرئاسة، والذى ظل حكراً على مدار عشرات السنين الماضية على فئة بعينها دون غيرها من العسكريين، الغريب فى الأمر أن البعض من أقطاب النظام السابق يصرون على الدخول فى معترك الانتخابات الرئاسية والترشح لمنصب الرئيس، على الرغم من كونهم وجوها لا تلقى أى قبول لدى الرأى العام بوجه عام، وفى مشهد يعد تحدياً واستفزازاً لمشاعر المواطنين.
هذا المشهد المستفز يأتى من قبل بعض أقطاب النظام السابق وعلى رأسهم أحمد شفيق، هذا الرجل الذى يعتبر فى نظر الكثيرين من المحسوبين على حسنى مبارك والذى جاء به على رأس الحكومة التى رفضها الناس من اليوم الأول من العام الماضى أثناء الثورة، ربما يرى الرجل نفسه أنه كفء لهذا المنصب وهذا من حقه أن يرى ما يشاء، ولكن الطريف فى الأمر هو أن هذا الرجل لم يقبل به الناس رئيسا للوزراء فكيف إذن يقبل به الناس رئيسا للجمهورية!!!
على الجانب الآخر نجد مرشحا آخر مثل عمرو موسى هو أيضا أحد رموز النظام السابق، إلا أن عمرو موسى يتمتع ببعض القبول فى الشارع ويحظى بتقدير البعض نظراً لمواقفة المناهضة لإسرائيل أثناء توليه وزارة الخارجية إلا أن الأمر اختلف تماما بعد توليه منصب الأمين العام للجامعة العربية، حيث تراجع أداؤه بشكل ملحوظ، ولكن البعض الأخر يرى أن عمرو موسى كان يعلم بفساد مبارك وقبل التعاون معه، وأنه بذلك شكل القناع الذى كان يختبئ وراءه النظام السابق لتحسين صورته أمام الرأى العام.
المهم أن العديد من رموز النظام السابق يسعون لنيل منصب الرئاسة فى مهمة أبعد ما تكون عن الواقع، بل تكاد تكون مستحيلة بالنسبة لهم وأقرب ما تكون إلى الاستفزاز والتحدى السافر للرأى العام، مما دفع حملة "امسك فلول" إلى إعلان حملتها لملاحقة جميع مرشحى الرئاسة المنتمين للنظام السابق من الفلول لتعريف المواطنين بتاريخهم السياسى ومقدار من ساهم منهم فى إفساد الحياة السياسية عن طريق علاقاتهم المباشرة بالنظام السابق.
ومن الملاحظ أن تلك الحملة سبق لها النجاح فى التعريف بالعديد من رموز النظام السابق أثناء الانتخابات البرلمانية حيث نجحت فى إقصاء العديد منهم من سباق الانتخابات البرلمانية، ومن ثم فهذه الحملة تسعى لكشف كل من تستر على فساد أو شارك فيه، ومن هنا تستمد حملة "امسك فلول" أهميتها لتعريف الناس بحقيقة البعض منهم حتى لا ينخدع البسطاء بجملة الدعاية التى الضخمة والتى من المتوقع أن يقوم بها بعض مرشحى رموز النظام السابق.
حقيقة الأمر أن مصر تحتاج دماءً جديدة تبعث الأمل فى نفوس الناس وليس وجوها مريبة لدى البعض، ربما تكون تلك الوجوه لم تشارك فى الفساد بعينه، ولكنها كانت تعلم بوجوده، ومن ثم فتلك الوجوه لفظها الناس ولن يقبلوا بها من جديد ثانية، وهذا ما جعل حملة مثل حملة "امسك فلول" تسعى لمطاردتهم فى كل مكان، لأن الناس زهقت من كل تلك الوجوه الباهتة وتتمنى أن ترى غدا مشرقا مصداقا لقول الحق"فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ ".
بقلم:د. هشام منصور
0 التعليقات "امسك فلول"
إرسال تعليق