الخيانة الزوجية الأسباب والعلاج

الخيانة الزوجية الأسباب والعلاج

الخيانة الزوجية الأسباب والعلاج
الخيانة الزوجية هي ظاهرة اجتماعية سلبية موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية ولكنها تختلف من مجتمع لآخر حسب النظم والسنن الأخلاقية المفروضة، وتنشأ لوجود خلل ما في العلاقة الطبيعية التي تربط بين الأزواج بسبب بعض السلبيات أو التأثيرات الخارجية للثقافات والحضارات فتؤدي إلى زعزعة النظام الأسري وتفككه نتيجة الصراع القائم بين أفراده.

يقول تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الفرقان 68 – 70).

وعن أنس -رضي الله عنه– قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه" رواه الترمذي وصححه الألباني.

الأسباب

ومن خلال المتابعة لمسألة الخيانة الزوجية تبين أن لها أسبابًا كثيرة، منها:

1. نزوة عابرة وعفوية: ويلحقها تأنيب ضمير من نفس الزوج ومن الممكن أن يرافقه بكاء وندم؛ لذلك يفضل في هذه الحالة عدم المبالغة في العقاب أو التأنيب مما ينعكس سلبا على الزوج فيرجع مرة ثانية.

2. الشهوة الزائدة أو البرود الجنسي من قبل الزوجة: حيث تشير الدراسات الطبية إلى أن هرمون التستوستيرون المسؤول على الجانب الجنسي موجود في جسم الرجل بنسبة عشرة أضعاف وجوده في جسد المرأة.

3. مجاراة الأصدقاء والتفاخر الاجتماعي، وهو الخائن السلبي الذي يستحيي أن يقول لأصدقائه لا، فيسايرهم على خطئهم ويفعل مثلما يفعلون.

4. التجربة أو التغيير: حيث يميل الإنسان للتغيير والتطور باستمرار، والزوج الذي لا يوجد عنده ضوابط سلوكية ينسحب وراء هذا السلوك السلبي.

5. اختلاف العمر والمستوى التعليمي: حسب خبرتي واستشاراتي في المشاكل الزوجية، حيث كان من أسباب الخيانة الزوجية اختلاف التعليم بين الرجل والمرأة وخاصة عند الرجل الجامعي والمرأة الأمية، حيث يشعر الزوج بالنقص تجاه ذلك مما يدفعه ليعجب بامرأة صاحبة علم أكاديمي، وهذا الإعجاب يتدرج ليصل للجنس. وهذا يتطبق أيضا عندما يتزوج الرجل امرأة تكبره بسنوات.

6. ضعف الوازع الديني: خاصة إذا كانت بيئة الزوج السابقة عند أهله بيئة منفتحة ولا تراعي الجوانب أو السلوكيات الدينية وتعاليم الدين.

7. خيالات جنسية: يعني عند الزوج خيالات جنسية متنوعة منها مشروعة ومنها غير مشروعة، ويستحيي أن يخبر زوجته بها، أو يلاحظ الزوجة تستحيي من فعل تلك الممارسات الجنسية الجديدة عليها بحجة الحياء أو عدم التعود، فيلجأ الزوج للخيانة ليشبع تلك الخيالات الجنسية.

8. غير واثق من نفسه ويبحث عن رضا الذات: عندما يعيش الزوج وهو يشعر بأنه ضعيف الشخصية ويجلد ذاته أو يجد زوجة متجبرة ربما يكون ذلك دافعا له ليلجأ لمرأة أخرى أضعف منه في الشخصية ليثبت لنفسه أنه قوي وقادر على إدارة الآخرين.

9. معاناة الزوج من الضعف الجنسي: فيحاول أن يثبت لنفسه القوة الجنسية، ويحاول إزالته أو على أقل التقدير تفسير سببه، فيلجأ للعلاقات الخارجية ليشعر بالرضى على الذات في هذه الناحية.

10. مرض الزوجة: إذا كانت الزوجة مريضة مرضا مستمرا ويعيق العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها.

11. المقارنة: إذا شعر الرجل بأن زوجته ليست على المستوى المطلوب من الجمال أو الغنج أو الأنوثة، وهذا له أسباب متعددة، أهمها كثرة النظر إلى النساء الجميلات في القنوات الفضائية أو الأفلام وعمل المقارنة بينهن وبين زوجته مما قد يدفعه للوقوع في الحرام لما يرى من اللذة المصاحبة له.

12. كثرة الاختلاط وعدم غض البصر: الاختلاط بين الرجال والنساء في مختلف المجالات يؤدي بالرجل إلى التعرف على نساء كثيرات وبالتالي يمكن أن يكون بيئة خصبة للخيانة الزوجية وخاصة في البيئات غير المتدينة، والأمر نفسه يمكن أن ينطبق على المرأة.

13. أزمة منتصف العمر: من خلال خبرتي في هذا المجال أجد الزوج منذ بداية زواجه يكون مشغولاً جدًّا بتأمين متطلبات أسرته وتأمين بيت وسيارة وأموال لدراسة أولاده في المستقبل ومع كثرة المشاغل الحياتية والمهنية، وفي منتصف سن الأربعين تقريبا يبدأ الرجل بالانتباه أكثر لعواطفه وملذاته بعد أن حقق أهدافه المادية ليفاجأ بالزوجة وقد انشغلت أكثر بالأبناء المراهقين ومتطلباتهم وأهملت نفسها، ومن ثم يبدأ الرجل بالبحث عن متطلباته خارج البيت.

ومن الأسباب أيضا وعلى عجالة: الفقر المعيشي – الانتقال من مجتمع الى آخر- سوء التربية من قبل الوالدين وضعف التنشئة المحافظة – الإدمان على رؤية القنوات الفضائية.

العلاج

النساء أربعة أنواع أمام تجاه الخيانة الزوجية حسب خبرتي المتواضعة:

1. تطلب الطلاق مباشرة: ولا تستطيع الاستمرار في الحياة الزوجية نهائيا وحتى لو تم إحضارها لمعالج أسري أو نفسي فلن تقتنع في النهاية ويكون الغالب عليها سيطرة الشعور بالخيانة التي أصابها من زوجها مع البكاء المستمر ولعدة شهور كلما فكرت في الموضوع نفسه أو نوقشت فيه، مع عدم تقبلها للحديث مع زوجها أو حتى مجرد لمسها أو الجلوس بجانبها. (وهذا قلة من النساء).

2. يصبح منهجها المناكفة والنكد مع كثرة البحث عن تفاصيل أخرى والتجسس: وملاحقة الزوج ومطاردته حتى في النت والموبايل، وحتى الاتصال على الفندق الذي سيأوي فيه الزوج المسافر وحده والتأكد هل حجز عرفة فردية أو مزدوجة ويصل ببعضهم الأمر الاتصال مع شركات الطيران لمعرفة وجهة السفر (وهنا أغلب النساء).

3. تشعر بالغيظ وكأن قلبها يشتعل من الزوج الخائن فتبحث عن طرق تنتقم منه: فتقوم مثلا بإيذائه جسديا أو قتله أو خيانته لتطفئ نارها (وهذا قلة من النساء).

4. تبدأ بتغيير نفسها والتعامل مع هذه المرحلة بذكاء وتتعلم فنون التواصل الحديث: وفهم الشخصيات وكيفية التعامل مع شخصيته لتجذب زوجها لها بدون توتر ومضاعفات سلبية وبدون عمل اضطرابات نفسية لدى الأطفال وفضح الموضوع أمام العائلتين (وهذا هو العلاج الصحيح والسليم مع قلة النساء هنا).

ولكن نساء اليوم لا يعرفن كيف يتوصلن لهذه المرحلة للثقافة السائدة في المجتمع العربي والفكرة السائدة عن العلاج النفسي، وأن أسرار البيت ستخرج خارج البيت وما إلى ذلك.



** المصدر: مطمئنة، بتصرف.

0 التعليقات "الخيانة الزوجية الأسباب والعلاج"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel