علم مصر:صورة |
ينتابنى شعور - أظنه ينتاب الكثيرين- بأن كل من يقوم على أمر السلطة فى هذا البلد لابد وأن يصل فى إهانة هذا البلد إلى حد الإدمان، هذا الحد الذى يجعل عقل السلطة مغيبا تماما لا يدرك أن هناك تغييرا كبيرا قد حدث، أن هناك ثورة عظيمة قد قامت، أن هناك تضحيات جسيمة قد قُدمت، أن هناك شبابا قد قدموا أرواحهم وحرياتهم من أجل هذا الوطن، أن هناك فتيات انتهكت حرماتهن، أن هناك أمهات ثكالى وآباء مكلومين فقدوا أعز ما يملكون، كل هذا وأكثر لا يفهمه من بسدة الحكم لأنه لا يشعر به أصلا، فكأنه قد تم وضع أساس حكم هذا البلد منذ أكثر من ثلاثين عاما يستند على مبدأ مهم جدا وهو أن تهين هذا الوطن بتاريخه، بأرضه، بشعبه وبكل ما يملك من مقومات لكى تبقى أنت الحاكم وبما أنه لم يتم التنازل عن هذا المبدأ فيجب علينا ألا نستغرب أو ينتابنا ضيق أو حزن أو غضب أو أى من المرادفات التى تريد أن تختارها، عندما نجد أن رعايا أمريكيين (شرفاء) قد تم الإفراج عنهم وذهبوا معززين مكرمين إلى المطار لكى تنقلهم طائرة حربية أمريكية إلى الوطن.
وأقول لفئات كثيرة بسيطة طيبة من شعب مصر يا من صدقتم وخُدعتم بالتصريحات الرنانة البطولية بأن مصر لن تركع، وأن مصر لم ولن تذعن لإملاءات أو شروط وأن مصر لن تقبل بأن يلوح لها الأمريكيون بسلاح المعونات يا من خُدعتم بالخطوة الشجاعة التى اتخذتها السلطات بمصر لوقف ومصادرة أنشطة المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدنى التى يمولها الأمريكيون، هذه المنظمات التى تعمل على تقسيم مصر وتقف وراء أعمال الفوضى والتخريب وكأننا استيقظنا يوما لنجد أن أمريكا فجأة قد أصبحت عدوا لنا وكأن هذه المنظمات لم تكن تعمل قبل ذلك ومنذ سنوات طويلة وتحظى بكل الرعاية فى ظل النظام السابق أقول لمن خُدع بهذا كله إن من غازلكم بهذه التصريحات فقد أهانكم، إن من حشد كبار الدعاة لدعم حملة لمقاطعة المعونة الأمريكية قد أهانكم، إن من استغل الدين لاستصدار فتوى بأن الدعوة لإضراب 11 فبراير الماضى حرام، وأنكم تضرون الوطن وتجعلونه فى حاجة دائمة للمعونة وكأننا نحن من طلب المعونة قد أهانكم. فعندما يُفرج عن المتهمين بهذه الطريقة ولا يكلف أحد المسئولين الكبار نفسه عناء إيجاد صياغة قصة محبوكة ليقنع بها من صدقوه ودعموه واستجابوا لدعواته وعندما يخرج مسئول أزهرى فى وقت سابق ويقول إن حملة تبرعات المصريين لن تغنى عن المعونة الأمريكية لأنها تعتبر بندا من بنود اتفاقية السلام فهذه - بكل بساطة - دلالات تفضى إلى حقيقة الاستمرار فى إهانة الوطن.
أسأل الله عز وجل أن يفهم الناس هذه الحقيقة الجلية وأن ينعم علينا بقول كلمة حق نقول فيها لمن يحكموننا كفاكم إهانة لهذا الوطن.
عاشت مصر حرة .
بقلم: مروة خليل
0 التعليقات "إدمان إهانة الوطن"
إرسال تعليق