الصراحة بين الزوجين مشروطة

الصراحة بين الزوجين مشروطة

الصراحة بين الزوجين مشروطة
 الصراحة بين الزوجين من أهم الأمور التي تشغل بال كل من الزوجين؛ فالبعض يعتبرها سببا رئيسا لاستقرار الأسرة، والبعض يراها سببا للمشاكل، وفي التقرير التالي نتعرف على آراء بعض الأزواج والخبراء في الصراحة، ووجهة النظر في استقرار أو عدم استقرار الحياة الزوجية.

تقول ليلى أحمد: زوجي من النوع الغيور ويخاف علي بشدة، لذلك لا أبوح له بما قد يحدث لي من مضايقات خارج البيت أو بعض المواقف الصعبة التي أتعرض لها حرصًا على عدم حرماني من الخروج نهائيا وإلى بيت أهلي تحديدًا.

وعلى العكس نجد عفاف عيد قد اتفقت مع زوجها من بداية الزواج ألا تكون بينهما أسرار، وأن يكونا صرحاء مهما كانت الظروف؛ لذلك لا تخفي عنه سرا كبيرا أو صغيرا يخصها أو يخص أولادها أو يخص عملها.

وتقول أمنية إن زوجها من البداية رفع شعار "إذا كانت الصراحة راحة... فلن أريحك"، وغلّف حياته بغلاف الكتمان وعدم البوح فيما يخص راتبه ووضعه المادي وكذلك وضعه المهني في العمل، وما يدور في العمل بين الزملاء لا يمكن أن يفضفض، لذلك قد أُخفي عليه بعض الأمور التي اعتقد أنها تسبب مشاكل فيما بيننا رغم كونها طبيعية وتحدث في أغلب البيوت لكن ما باليد حيلة.

فاطمة محمد عبد الهادي ترى أن الصراحة بين الزوجين لا بد أن تكون في كل الأمور إلا الذمة المالية، لا بد أن تكون منفصلة وتحتفظ الزوجة لنفسها بذمتها الخاصة رغم مشاركتها في مصروف البيت إذا كانت عاملة لأنه يتسبب في مشاكل كثيرة فيما بينهم.

ومن جانبها تؤكد أسماء خضر معدة برنامج حواء بقناة الشباب الفضائية أن الصراحة بين الزوجين تنقسم إلى نوعين الأول داخل البيت، فباعتبار أن الزوج قيم في بيته شرعا فله الحق في معرفه كل ما يدور فيه بنسب تحددها الزوجة باعتبارها المربية التي تتطلع بكل أمور البيت في غيابه واحتياجات الأولاد النفسية ومستلزمات البيت.

وعلي الزوجين من البداية الاتفاق والتفاهم في الأسلوب الأمثل للتعامل فيما بينهم ومعرفة كل طرف للخطوط الحمراء التي يضعها الطرف الآخر، حتى لا يتم تجاوزها ولا تصبح مثار خلاف فيما بعد وتتسبب في توتر في العلاقة الزوجية وتهدد مستقبلها.

وتعتبر أن أعتاب القوامة تنتهي بالبيت، ولا يمكن أن تصاحب الزوجة في عملها أو عند بيت أهلها أو مع أصدقائها، لأن صراحة الزوجة مع زوجها تنتهي عند حدود ما لا يخصه من أمور تخص إما أهلها أو أصدقائها أو زملاء العمل إذا كانت امرأة عاملة.

وعلى الزوجة تحديد خصوصيتها بعيدا عن زوجها، كما يجب عليه ألا يبحث في حقيبتها الشخصية ولا يأخذ منها شيئا إلا بإذنها.

ومن الأشياء التي يجب على الزوجة ألا تخفيها عن زوجها ما يواجهها من معاكسات لأنها قد تؤذي مشاعره وتجعله متخوف دائما من خروجها خاصة إذا كانت جميلة، لكن ما لا يجب إخفاؤه تعرضها لمعاكسات هاتفية أو رسائل sms فعليها أن تخبره فورا حتى لا يشك فيها وفي سلوكها وأخلاقها حال اطلاعه على الرسائل في هاتفها لأي ظرف من الظروف.

وتقول أمل مدبولي خبيرة علاقات أسرية بمركز "مرام" المركز المصري لرصد أولويات المرأة فيما يخص الشراكة بين الزوجين على وجه الخصوص يفضل الصراحة التامة؛ لأن المداراة والكتمان يعتبر تخط للطرف الآخر ولا بد من احترام هذه الشراكة الإنسانية أكثر من الشراكة التجارية لأن الله وصفها بالمقدسة.

 فالزوجان مشتركان في الحياة الزوجية في كل كبيرة وصغيرة بداية من نفقات البيت وتربية الأولاد، ومحاولة أحد الزوجين الانفراد بالدفة يعرض الحياة للخطر كما يعد خيانة...

وترى أن الزوجة التي تحجب عن زوجها كل ما يخص الأولاد من مشاكل وخصوصيات مخطئة؛ لأن عليها أن تسر له بكل صغيرة وكبيرة تحدث في المنزل لكن يتفقا على ما يتدخل فيه بشكل مباشر وما لا يتدخل ليبدو للأولاد ظاهريا أن أمورهم الخاصة –البنات تحديدا – لا يعلمها الأب وهي محجبة عنه، لكن فعليا وواقعيا هو يعلم فسافس أمور البيت، لأن الزوج إذا شعر بأن بيته لا يحتل مكانًا في حياته اليومية ينصرف عنه ليؤسس بيتا آخر يملأ عنده هذا الفراغ، كما لا يجوز حرمان الأب مما يخص الأبناء في سن المراهقة حتى يعيش ويتعايش مع المراحل السنية المختلفة التي يمر بها أبناؤه.

وفيما يخص البيت لا بد أن تكون صراحة مشروطة شرطها أن يكون للزوجة ذمة مالية ويعطيها الحرية الكاملة في إدارة أموالها بنفسها، ويتقلص دوره في النصح والإرشاد وإذا فكر في الاقتراض منها لا بد أن يستأذنها ولا يغضب إذا رفضت، وعليها في هذه الحالة أن تقنن ذمتها المالية لتحافظ على علاقتها بزوجها فلا توغر صدره، فتحتفظ بجزء من ذمتها وتظهر الجزء الآخر.

والزوجة الذكية لا تصرح لزوجها بكل ما يخص أهلها حتى لا يشعر بأنه يعيش في بيت أهلها فينفر من بيته، وكذلك صديقاتها، ومن الغريب أنني تدخلت في مشكلة بين زوجين تزوج الزوج من صديقة زوجته الأرملة كنوع من الشفقة والعطف عليها بعد الحكايات التي كانت تحكيها عنها زوجته، ولم تعرف عن زواجه الثاني إلا بعد سنوات طويلة فتعرض البيتان للخطر.

ويرى الدكتور هاشم بحري أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن الصراحة أحد الأسس التي يقوم عليها الزواج، لكنه اشترط أن تمتزج بالتوجه النبوي "المؤمن كيس فطن"، وهو ما يعني ضرورة وجود الثقة بين الطرفين، فالثقة تبنى على الصراحة والصدق في التعامل.

وفرق بحري بين الصراحة والصدق، وبين الثرثرة وقلة الفطنة التي قد تدفع أحيانا إلى البوح بتفاصيل لا تساهم إلا في سوء العلاقة.

ويضرب مثلا بزوج يشكو من زوجته التي لا تكف عن الشكوى له من كل علاقاتها، وعلى رأسها بالطبع الشكوى من أهله وأهلها، وعندما نبهها إلى أن ذلك الأمر يضايقه ويقلل من حبه لها، اتهمته بأنه لا يريدها أن تكون صريحة معه، وأكدت له أنها صريحة ولا تحب إخفاء أي أمر عنه.

وطلب من كل من الزوج والزوجة أن يمتلكا المقياس الذي يقدر به عدد من الأمور في موضوع الصراحة والكتمان فيعرف ماذا يقول، ومتى وكيف.

ويعتبر الصراحة المطلقة بين الزوجين مفسدة مطلقة أيضا، كما يعتبر الحديث عن العلاقة بالأصدقاء أو أسرة كل منهما من الأمور الخاطئة؛ فالأهل والأصدقاء لهم أسرارهم الخاصة التي يجب الحرص عليها وعدم إفشائها، وأن الإعلان عنها لن يفيد أي طرف، بل على العكس قد يسبب ضررا كبيرا ويعرض حياتهما للخطر وعدم الاستقرار، كما تبني في ذهن الطرف المستمع صورة ذهنية معينة عن الطرف الآخر، وقد تشوه صورة الأهل أو الأصدقاء.

وعن علاقات الطرفين السابقة على الزواج فالدخول في تفاصيلها يجب أن يكون بحدود وإلا تحولت الصراحة إلى نقمة تدمر العلاقة الزوجية.

وعن الشخصيات المندفعة التي لا تعرف التحكم في حديثها يرى الدكتور بحري أنها تحتاج إلى إعادة تأهيل سواء كانوا رجالا أو نساء، وأن الكذب وعدم المصارحة بين الزوجين يؤدي إلى فقدان الثقة بينهما.



المصدر: علامات أون لاين بتصرف

0 التعليقات "الصراحة بين الزوجين مشروطة"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel