سورة الأعراف

سورة الأعراف
سورة الأعراف - سورة رقم 7 - عدد آياتها 206




المص ( 1 ) كتب أنزل اليك فلا يكن فى صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين ( 2 ) اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ( 3 ) وكم من قرية أهلكنها فجاءها بأسنا بيتا أو هم قائلون ( 4 ) فما كان دعويهم إذ جاءهم بأسنا الا أن قالوا إنا كنا ظلمين ( 5 ) فلنسلن الذين أرسل اليهم ولنسلن المرسلين ( 6 ) فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين ( 7 ) والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موزينه فأولئك هم المفلحون ( 8 ) ومن خفت موزينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآيتنا يظلمون ( 9 ) ولقد مكنكم فى الأرض وجعلنا لكم فيها معيش قليلا ما تشكرون ( 10 ) ولقد خلقنكم ثم صورنكم ثم قلنا للملئكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا إبليس لم يكن من السجدين ( 11 ) قال ما منعك الا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ( 12 ) قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصغرين ( 13 ) قال أنظرني الى يوم يبعثون ( 14 ) قال إنك من المنظرين ( 15 ) قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صرطك المستقيم ( 16 ) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمنهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شكرين ( 17 ) قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ( 18 ) ويآدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظلمين ( 19 ) فوسوس لهما الشيطن ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءتهما وقال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخلدين ( 20 ) وقاسمهما إني لكما لمن النصحين ( 21 ) فدليهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناديهما ربهما الم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطن لكما عدو مبين ( 22 ) قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخسرين( 23 ) قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم فى الأرض مستقر ومتع الى حين ( 24 ) قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون ( 25 ) يبني ءادم قد أنزلنا عليكم لباسا يوري سوءتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ءايت الله لعلهم يذكرون ( 26 ) يبني ءادم لا يفتننكم الشيطن كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءتهما إنه يريكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشيطين أولياء للذين لا يؤمنون ( 27 ) وإذا فعلوا فحشة قالوا وجدنا عليها ءاباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ( 28 ) قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون ( 29 ) فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضللة إنهم اتخذوا الشيطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون ( 30 ) يبني ءادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ( 31 ) قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبت من الرزق قل هي للذين ءامنوا في الحيوة الدنيا خالصة يوم القيمة كذلك نفصل الآيت لقوم يعلمون ( 32 ) قل إنما حرم ربي الفوحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ( 33 ) ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ( 34 ) يبني ءادم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم ءايتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 35 ) والذين كذبوا بآيتنا واستكبروا عنها أولئك أصحب النار هم فيها خلدون ( 36 ) فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآيته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كفرين ( 37 ) قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخريهم لأوليهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون ( 38 ) وقالت أوليهم لأخريهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون ( 39 ) إن الذين كذبوا بآيتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبوب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين ( 40 ) لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظلمين ( 41 ) والذين ءامنوا وعملوا الصلحت لا نكلف نفسا الا وسعها أولئك أصحب الجنة هم فيها خلدون ( 42 ) ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهر وقالوا الحمد لله الذى هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ( 43 ) ونادى أصحب الجنة أصحب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظلمين ( 44 ) الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالأخرة كفرون ( 45 ) وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيميهم ونادوا أصحب الجنة أن سلم عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ( 46 ) وإذا صرفت أبصرهم تلقاء أصحب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظلمين ( 47 ) ونادى أصحب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيميهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون ( 48 ) أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ( 49 ) ونادى أصحب النار أصحب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكفرين ( 50 ) الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحيوة الدنيا فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآيتنا يجحدون ( 51 ) ولقد جئنهم بكتب فصلنه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 52 ) هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذى كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون ( 53 ) إن ربكم الله الذى خلق السموت والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي اليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرت بأمره الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العلمين ( 54 ) ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ( 55 ) ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين ( 56 ) وهو الذى يرسل الريح بشرا بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقنه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرت كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون( 57 ) والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذى خبث لا يخرج الا نكدا كذلك نصرف الآيت لقوم يشكرون ( 58 ) لقد أرسلنا نوحا الى قومه فقال يقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ( 59 ) قال الملأ من قومه إنا لنريك في ضلل مبين ( 60 ) قال يقوم ليس بي ضللة ولكني رسول من رب العلمين ( 61 ) أبلغكم رسلت ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون ( 62 ) أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون ( 63 ) فكذبوه فأنجينه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآيتنا إنهم كانوا قوما عمين ( 64 ) والى عاد أخاهم هودا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره أفلا تتقون ( 65 ) قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنريك في سفاهة وإنا لنظنك من الكذبين ( 66 ) قال يقوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العلمين ( 67 ) أبلغكم رسلت ربي وأنا لكم ناصح أمين ( 68 ) أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بصطة فاذكروا ءالاء الله لعلكم تفلحون ( 69 ) قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد ءاباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصدقين ( 70 ) قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجدلونني في أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم ما نزل الله بها من سلطن فانتظروا إني معكم من المنتظرين ( 71 ) فأنجينه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآيتنا وما كانوا مؤمنين ( 72 ) والى ثمود أخاهم صلحا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم ( 73 ) واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ءالاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 74 ) قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن ءامن منهم أتعلمون أن صلحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون ( 75 ) قال الذين استكبروا إنا بالذى ءامنتم به كفرون ( 76 ) فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يصلح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ( 77 ) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جثمين ( 78 ) فتولى عنهم وقال يقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون النصحين ( 79 ) ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفحشة ما سبقكم بها من أحد من العلمين ( 80 ) إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ( 81 ) وما كان جواب قومه الا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ( 82 ) فأنجينه وأهله الا امرأته كانت من الغبرين ( 83 ) وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عقبة المجرمين ( 84 ) والى مدين أخاهم شعيبا قال يقوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين ( 85 ) ولا تقعدوا بكل صرط توعدون وتصدون عن سبيل الله من ءامن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عقبة المفسدين ( 86 ) وإن كان طائفة منكم ءامنوا بالذى أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحكمين ( 87 ) قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يشعيب والذين ءامنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كرهين ( 88 ) قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجينا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها الا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شىء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفتحين ( 89 ) وقال الملأ الذين كفروا من قومه لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخسرون ( 90 ) فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جثمين ( 91 ) الذين كذبوا شعيبا كأن لم يغنوا فيها الذين كذبوا شعيبا كانوا هم الخسرين ( 92 ) فتولى عنهم وقال يقوم لقد أبلغتكم رسلت ربي ونصحت لكم فكيف ءاسى على قوم كفرين ( 93 ) وما أرسلنا في قرية من نبي الا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ( 94 ) ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس ءاباءنا الضراء والسراء فأخذنهم بغتة وهم لا يشعرون ( 95 ) ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركت من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذنهم بما كانوا يكسبون ( 96 ) أفءامن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بيتا وهم نائمون ( 97 ) أوءامن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون ( 98 ) أفءامنوا مكر الله فلا يءامن مكر الله الا القوم الخسرون ( 99 ) أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبنهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ( 100 ) تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينت فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكفرين ( 101 ) وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفسقين ( 102 ) ثم بعثنا من بعدهم موسى بآيتنا الى فرعون وملايه فظلموا بها فانظر كيف كان عقبة المفسدين ( 103 ) وقال موسى يفرعون إني رسول من رب العلمين ( 104 ) حقيق على أن لا أقول على الله الا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرءيل ( 105 ) قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصدقين ( 106 ) فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ( 107 ) ونزع يده فإذا هي بيضاء للنظرين ( 108 ) قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لسحر عليم ( 109 ) يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون ( 110 ) قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حشرين ( 111 ) يأتوك بكل سحر عليم ( 112 ) وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغلبين ( 113 ) قال نعم وإنكم لمن المقربين ( 114 ) قالوا يموسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ( 115 ) قال القوا فلما القوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءو بسحر عظيم ( 116 ) وأوحينا الى موسى أن الق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون ( 117 ) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ( 118 ) فغلبوا هنالك وانقلبوا صغرين ( 119 ) والقي السحرة سجدين ( 120 ) قالوا ءامنا برب العلمين ( 121 ) رب موسى وهرون ( 122 ) قال فرعون ءامنتم به قبل أن ءاذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون ( 123 ) لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلف ثم لأصلبنكم أجمعين ( 124 ) قالوا إنا الى ربنا منقلبون ( 125 ) وما تنقم منا الا أن ءامنا بآيت ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( 126 ) وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وءالهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحي نساءهم وإنا فوقهم قهرون ( 127 ) قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعقبة للمتقين ( 128 ) قالوا أوذينا من قبل أن تءاتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ( 129 ) ولقد أخذنا ءال فرعون بالسنين ونقص من الثمرت لعلهم يذكرون ( 130 ) فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه الا إنما طئرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 131 ) وقالوا مهما تأتنا به من ءاية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ( 132 ) فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ءايت مفصلت فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ( 133 ) ولما وقع عليهم الرجز قالوا يموسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرءيل ( 134 ) فلما كشفنا عنهم الرجز الى أجل هم بلغوه إذا هم ينكثون ( 135 ) فانتقمنا منهم فأغرقنهم في اليم بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غفلين ( 136 ) وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشرق الأرض ومغربها التي بركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرءيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ( 137 ) وجوزنا ببني إسرءيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يموسى اجعل لنا الها كما لهم ءالهة قال إنكم قوم تجهلون ( 138 ) إن هؤلاء متبر ما هم فيه وبطل ما كانوا يعملون ( 139 ) قال أغير الله أبغيكم الها وهو فضلكم على العلمين ( 140 ) وإذ أنجينكم من ءال فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ( 141 ) ووعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممنها بعشر فتم ميقت ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هرون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ( 142 ) ولما جاء موسى لميقتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر اليك قال لن تريني ولكن انظر الى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تريني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحنك تبت اليك وأنا أول المؤمنين ( 143 ) قال يموسى إني اصطفيتك على الناس برسلتي وبكلمي فخذ ما ءاتيتك وكن من الشكرين ( 144 ) وكتبنا له في الالواح من كل شىء موعظة وتفصيلا لكل شىء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفسقين ( 145 ) سأصرف عن ءايتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل ءاية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غفلين ( 146 ) والذين كذبوا بآيتنا ولقاء الأخرة حبطت أعملهم هل يجزون الا ما كانوا يعملون ( 147 ) واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار الم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظلمين ( 148 ) ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخسرين ( 149 ) ولما رجع موسى الى قومه غضبن أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم والقى الالواح وأخذ برأس أخيه يجره اليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظلمين ( 150 ) قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الرحمين ( 151 ) إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحيوة الدنيا وكذلك نجزي المفترين ( 152 ) والذين عملوا السيات ثم تابوا من بعدها وءامنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ( 153 ) ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الالواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ( 154 ) واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإيي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغفرين ( 155 ) واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الأخرة إنا هدنا اليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شىء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة والذين هم بآيتنا يؤمنون ( 156 ) الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذى يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر ويحل لهم الطيبت ويحرم عليهم الخبئث ويضع عنهم إصرهم والأغلل التي كانت عليهم فالذين ءامنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون ( 157 ) قل يأيها الناس إني رسول الله اليكم جميعا الذى له ملك السموت والأرض لا اله الا هو يحي ويميت فءامنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذى يؤمن بالله وكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون ( 158 ) ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( 159 ) وقطعنهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا الى موسى إذ استسقيه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمم وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبت ما رزقنكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 160 ) وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيتكم سنزيد المحسنين ( 161 ) فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذى قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون ( 162 ) وسلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ( 163 ) وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون ( 164 ) فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بيس بما كانوا يفسقون ( 165 ) فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خسين ( 166 ) وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيمة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ( 167 ) وقطعنهم في الأرض أمما منهم الصلحون ومنهم دون ذلك وبلونهم بالحسنت والسيات لعلهم يرجعون ( 168 ) فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثق الكتب أن لا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الأخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون ( 169) والذين يمسكون بالكتب وأقاموا الصلوة إنا لا نضيع أجر المصلحين ( 170 ) وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما ءاتينكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ( 171 ) وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غفلين ( 172 ) أو تقولوا إنما أشرك ءاباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ( 173 ) وكذلك نفصل الآيت ولعلهم يرجعون ( 174 ) واتل عليهم نبأ الذى ءاتينه ءايتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطن فكان من الغاوين ( 175 ) ولو شئنا لرفعنه بها ولكنه أخلد الى الأرض واتبع هويه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآيتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ( 176 ) ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآيتنا وأنفسهم كانوا يظلمون ( 177 ) من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخسرون ( 178 ) ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعم بل هم أضل أولئك هم الغفلون ( 179 ) ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمئه سيجزون ما كانوا يعملون ( 180 ) وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( 181 ) والذين كذبوا بآيتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 182 ) وأملي لهم إن كيدي متين ( 183 ) أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو الا نذير مبين ( 184 ) أولم ينظروا في ملكوت السموت والأرض وما خلق الله من شىء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون ( 185 ) من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغينهم يعمهون ( 186 ) يسلونك عن الساعة أيان مرسيها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموت والأرض لا تأتيكم الا بغتة يسلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ( 187 ) قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون ( 188 ) هو الذى خلقكم من نفس وحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها فلما تغشيها حملت حملا خفيفا فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن ءاتيتنا صلحا لنكونن من الشكرين ( 189 ) فلما ءاتيهما صلحا جعلا له شركاء فيما ءاتيهما فتعلى الله عما يشركون ( 190 ) أيشركون ما لا يخلق شيا وهم يخلقون ( 191 ) ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون ( 192 ) وإن تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صمتون ( 193 ) إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صدقين ( 194 ) الهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون ( 195 ) إن ولي الله الذى نزل الكتب وهو يتولى الصلحين ( 196 ) والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون ( 197 ) وإن تدعوهم الى الهدى لا يسمعوا وتريهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ( 198 ) خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين ( 199 ) وإما ينزغنك من الشيطن نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ( 200 ) إن الذين اتقوا إذا مسهم طئف من الشيطن تذكروا فإذا هم مبصرون ( 201 ) وإخونهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ( 202 ) وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى الي من ربي هذا بصائر من ربكم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ( 203 ) وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ( 204 ) واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغفلين ( 205 ) إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ( 206 )


سورة الأعراف


فهرس القرآن الكريم, القرآن الكريم مكتوب,القرآن الكريم للقرائة ,قرائة القرأن الكريم

0 التعليقات "سورة الأعراف"

إرسال تعليق

Iklan Atas Artikel

Iklan Tengah Artikel 1

Iklan Tengah Artikel 2

Iklan Bawah Artikel