تل المقدام
أحد
التلال الأثرية الممتدة في أراضي الدلتا الخصبة، والذي صنعته يد
الإنسان المصري القديم عندما كان يشق طريقه ويصنع حضارة عريقة. وهو يتبع
مركز ميت غمر، وتبلغ مساحته حوالي مائة فدان تقريبًا، ويقع بالقرب من قرية
"المقدام" التي تبعد عن مدينة ميت غمر بحوالي عشرة كيلو مترات شرقًا. وهو
موقع مدينة "ليونتو بوليس" القديمة التي كانت مدينة هامة في الإقليم الحادي
عشر من أقاليم مصر السفلى، وعاصمة هذا الإقليم خلال العصر البطلمي. وكانت
هذه المدينة تتحكم في المحور الشمالي الجنوبي للفرع المنديسي، وفى النقطة
القريبة من اتصاله بفرع دمياط، وتقع على الطريق البري الشمالي المتجه شرقًا
وغربًا.
وقد
أصبح معظم التل الآن أرضًا منخفضة، على عكس ما ذكره "نافيل" عندما أجرى
حفائر في هذا الموقع سنة 1892م، وذكر أنه تل مرتفع يكاد يصل إلى ارتفاع 60
قدمًا يصعب على المرء أن يجد طريقه خلاله.
كان
الإله "ماي حسي" الذي رمز له بالأسد هو أحد الآلهة الرئيسية في المدينة،
ولهذا عرفت المدينة في العصور اليونانية باسم "ليونتوبوليس"، أي "مدينة
الأسد"، والتي ذكرها المؤرخ "سترابون".
كانت
عاصمة للمقاطعة الحادية عشرة من مقاطعات مصر السفلى، والتي ربما يكون
اسمها القديم كما يعتقد "تا-رمو"، والذي يعني: "أرض السمك"، أو: إقليم
السمكة.
وفي نصوص التوابيت في التعويذة رقم 158، يذكر أنها (أي: "أرض السمك") جاءت إلى الوجود عندما ابتكر الإله "سوبك" فخ السمك " الجوبية".
وقد
ترسخ هذا الاعتقاد في الدولة الوسطى عندما أصبح المكان مأهولاً بالسكان،
ويبدو أن "تا-رمو" هي ذلك المكان الذي ذكر على أنه الدلتا الصغيرة في لوحة
النصر الخاصة بالملك "بي عنخي" من الأسرة الخامسة والعشرين.
وفي
عام 1915م (عندما تم الكشف عن مقبرة الملكة "كاما" أم الملك "أوسركون
الرابع" بلفائفها الكتانية التي لم تمس، وكل مجوهراتها)، أصبح واضحًا أن
أهمية هذه المنطقة قد استمرت حتى العصر المتأخر (الأسرة 22).
وهناك إشارات تؤكد أن تل المقدام كان مقرًا لملوك الأسرة 23، وربما يكون أيضًا المكان الذي دفنوا فيه.
والمعروف
أن الإله "ماي حسي" كان الإله المحلي، والذي عرف في اليونانية باسم
"ميسيس"، وكان له معبد، ويعتقد أن هذا المعبد يقع في الجزء الشرقي من
الأطلال الموجودة في تل المقدام. وقد واجه هذا المعبد الكثير من التدمير
عبر العصور المختلفة.
ولما
كان الفرس أثناء احتلالهم لمصر قد أبدوا اهتمامًا بالمدينة وبإلهها
المحلي، فقد عثر على بعض الجدران والآثار الصغرى التي تؤرخ لعهدهم، كما عثر
على بعض الآثار البطلمية.
تل كفر المقدام,تل المقدام,كفر المقدام,قرية كفر المقدام,تل قرية كفر المقدام
0 التعليقات "تل المقدام"
إرسال تعليق